متى ننصف في وطننا؟
كليم الله ولد أحمدي/مكون ومدون

لقد خدمت وطني بكل ما أستطيع، لا طمعا في جاه، ولا بحثا عن مكسب، غير إرضاء لضميري وتحقيق لشغفي، فعلت ذلك داخل الوظيفة وخارجها؛ في أقسام الدرس والتكوين، وفي ميادين الجمعيات ومنظمات العمل الخيري وعلى فضاء التواصل الاجتماعي، وذلك انطلاقا من إيمان راسخ بأن خدمة الإنسان هي أسمى مراتب الوطنية.
غير أن رحلة الوفاء للوطن لم تكن لتمنع أن نعامل فيه كمواطنين من الدرجة الثانية، وأن يمارس علينا الظلم بكل صفاقة، خاصة من جهات يفترض فيها الإنصاف؛ ولا أدل على ذلك من ظلم وزارة التعليم العالي لي مرتين، إحداهما حين ألغت منحتـي إلى الخارج، والثانية حين سمحت لإدارة المدرسة العليا للتعليم برفض تسجيل مجموعتي التي أُرسلت رسميا بقرار واضح من الوزارة، بعد اتفاق مؤكد معها.
وحين ظننت أن المحنة اكتملت، وجدت نفسي في مخفر الشرطة دون جرم أو إساءة؛ فقد كانت تهمتي الوحيدة أنني تكلمت بجرأة، ونطقت بالحق، ورفضت أن أُعامل باستصغار أو أن تمتهن كرامة المواطن.
إن الوطن يستحق منا الأفضل، ولكننا أيضا نستحق أن نعيش فيه بكرامة وإنصاف؛ لأن العدل ليس منّة تمنح، بل حق أصيل لا يكتمل الوطن إلا به.
فمتى نشعر أننا مواطنون متساوون في وطننا؟
ومتى يحس المظلوم بأن له ظهرا يحميه في وطنه، لا أن يتحول الوطن إلى سبب في ألمه؟



