طريق كرمسين-ادياما.. شريان معزول بين صمت الدولة وصبر السكان

رغم قدمه التاريخي وأهميته الحيوية، لا يزال طريق كرمسين-ادياما يعاني من الإهمال التام وسوء البنية، في صورة تختزل معاناة السكان وتُجسد غياب أي إرادة سياسية حقيقية لإصلاح هذا الممر الرملي المهترئ الذي يربط مناطق زراعية وسكانية نشطة ببقية أنحاء ولاية اترارزة.

 

طريق رملي مرّ عليه الزمن.. ومرّ عليه الغبار

يمتد الطريق الرابط بين كرمسين وقرى ادياما كخطٍ رملي متعرج يواجه فيه المواطن صعوبات جمّة في التنقل، خاصة في فترات الخريف، حيث يتحول إلى مستنقع موحل تقطعه السيول ويُعزل السكان تمامًا عن المرافق والخدمات الأساسية.

ورغم مرور عقود على استخدام هذا الطريق، لم يحظَ بأي تدخل لتعبيده أو حتى تسويته بشكل دائم، ما يطرح أسئلة ملحّة حول ترتيب الأولويات في الخطط التنموية بالمنطقة.

وعود تتبخر… وإخفاق حكومي مزمن

على الرغم من تعاقب الأنظمة والحكومات، ظل الطريق خارج دائرة الاهتمام الرسمي. لم تُسجَّل أي مشاريع حقيقية لتعبيده، كما لم تُرصد له اعتمادات واضحة، ما يعكس ما يصفه السكان بـ”العزوف المتعمد” عن تنمية المنطقة، رغم أهميتها الاستراتيجية الزراعية والبشرية.

أطر في السلطة.. لكن بلا أثر

لا يخفي سكان كرمسين استغرابهم من عجز الأطر والمنتخبين المحليين عن التأثير في هذا الملف، بالرغم من أن بعضهم يتولى مناصب وزارية حساسة ويمتلك نفوذاً سياسياً واسعاً، بل ويمر الطريق ذاته عبر مسقط رأس أحدهم، ما يزيد الاستياء الشعبي من ما يعتبرونه موالاةً لا تخدم مصالح الأهالي.

ضريبة ترميم طريق اندياما تُفرض على السائقين وتُصرف في طرق أخرى!

أثار فرض ضريبة قدرها 8000 أوقية قديمة على السيارات التي تعبر طريق كرمسين – ادياما، جدلاً واسعاً في أوساط السائقين وسكان المنطقة، خاصة بعد التأكد من أن هذه الجباية تُفرض باسم “ترميم الطريق”، في حين لا يُلاحظ أي تحسن في وضعيته المتدهورة منذ سنوات.

وتُفرض الضريبة بشكل يومي على السيارات العابرة، في وقت لا تزال فيه حالة الطريق تتفاقم، حيث يغرق في الرمال والحفر، وينقطع كلياً خلال موسم الأمطار، مما يعرّض حياة المارة للخطر ويعزل عشرات القرى عن محيطها.

 

السيول تقطع الطريق.. وتقطع الأمل

مع أولى زخات الخريف، ينقطع الطريق بشكل كامل، وتُعزل القرى التابعة لبلدية انجاگو عن العالم الخارجي. الطرق تغلق، والمرضى يُحتجزون داخل قراهم، والأسواق تُفرغ من بضائعها، في واقع مأساوي يتكرر كل عام دون حلول تُذكر.

مطلب قديم… لم يُستجَب له بعد

يطالب سكان كرمسين مراراً وتكراراً عبر المنابر الإعلامية بتعبيد هذا الطريق المصيري، باعتباره حقاً مشروعاً لهم، لا منّة من أحد. لكن الأصوات تتلاشى في زحام الملفات الأخرى، ويظل الطريق شاهداً على غياب العدالة في التنمية، وعلى الصبر المرّ لسكان كرمسين الذين يريدون طريقًا، لا وعودًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى