مصداقية منظومة التقليح عندنا على المحك
أحمد محمد المصطفى-إعلامي موريتاني

أخطر ما في الظهور المتكرر لبؤر جديدة من “وباء الدفتيريا” خلال السنوات الثلاث الأخيرة (والعهدة على بيان وزارة الصحة الصادر مساء اليوم)، هو أن يضع منظومة التلقيح عندنا برمتها على المحك، ويجعل مصداقيتها محل تساؤل كبير، ويدعو للتحقيق في الموضوع ومعالجة الخلل..
منذ عدة عقود، وموريتانيا تعتمد منظومة لقاح تقوم على الوقاية من عدة أوبئة وأمراض، على رأسها “الدفتيريا” أو “الخناق”، و”التيتانوس”، والسعال الديكي، وشلل الأطفال، والأرقام التي تقدم رسميا تقول إنه تم القضاء عليها كليا، أو بدرجة كبيرة، ومن أولها الدفتيريا.
إن عودة الإصابات بالدفتيريا ولسنوات (2023 – 2024 – 2025) – وربما قبل ذلك – وفي ولايات مختلفة، وذات كثافة سكانية كبيرة، يجعل الاستفهامات تتابع فاغرة أفواهها حول مصداقية الأرقام المقدمة حول التقليح وشموليته، ويدفع للتخوف من ظهور بؤر أخرى في نفس المناطق أو في مناطق أخرى للسعال الديكي، أو لشلل الأطفال أو غيرهم..
لا أقول هذا تشكيكا في نوعية أو جودة التقليح ومواصفاتها الفنية (وبالتأكيد ليس تزكية لها)، وإنما في مستوى شموليته، وضمان وصوله لمن يستحقونه ويحتاجونه، خصوصا في ظل انتشار الفساد، وتسيده، وخصوصا في مجال الصفقات، والأنشطة التي تكون ميزانيات مخصصة لتأجير السيارات وللتعامل مع متعاونين.. ففيها من “التكوميس” ما لا يعلمه إلا الله.. حتى ولو كان ذلك – بكل أسف وحسرة – على حساب صحة – وحتى حياة – آلاف أو عشرات، وربما حتى مئات الآلاف من المواطنين..
أما سمعة البلد، ومصداقية الأرقام والمعطيات التي يقدمها فلا بواكي لهم..
الصحفي: أحمد محمد المصطفى