وزير يختار البساطة.. عطلة بين المحظرة والحدادة فيما

فيما يمضي معظم الوزراء عطلتهم بين أضواء المهرجانات الصاخبة وضجيج المنصات الرسمية، اختار وزير التحول الرقمي وعصرنة الإدارة: أحمد سالم ولد بده،، أن ينأى بنفسه عن بهرجة المظاهر، ليعود إلى عمق المجتمع، حيث الروح أكثر صفاءً، والزمان أكثر صدقًا.

ها هو في الصورة الأولى يجلس على الرمل، في كوخ متواضع، يشارك حرفيًا بسيطًا صبر المهنة وعناء النار والحديد، متخففًا من كل بروتوكول رسمي. تتجاور أمامه أكواب الشاي وقطع الحديد والرماد، في مشهد يعيدنا إلى جوهر الحياة: العرق هو الذهب الحقيقي، واليد الخشنة أكثر بلاغة من الخطب المنمقة.

وفي الصورة الثانية، يظهر متأملاً بين ألواح قرآنية كتبتها أنامل ناشئة، متكئًا على تراث البلاد الروحي، حيث الحبر على الخشب هو الجامعة الأولى، والدرس فيها أرفع من كل شهادات الدنيا. هدوء المكان يتسلل إلى صورته، كأنما هو يستمد من تلك الألواح يقينًا بأن المستقبل لا يُبنى بقطع الصلة بالجذور.

هكذا اختار الوزير عطلته؛ رحلة إلى أعماق الوطن، بين عرق الحرفي وصفاء المحظرة، بينما زملاؤه يلهثون وراء أضواء مهرجانات موسمية تنطفئ بانطفاء مكبرات الصوت. لقد آثر أن يحتفي بالبساطة، وأن يجعل من عطلته صلة رحم بالهوية، لا مجرد استراحة بين مقعدين وزاريين.
#موقع_الجنوبية
#تابعونا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى