أنـــس الشــــــــريف … الصوت الذي غُيّب ولن يغيب
إعداد: موقع الجنوبية

قبل أن يكمل عقده الثالث، غيّب الموت القادم من الشرق صحفي الجزيرة الإخبارية أنس جمال الشريف، ابن جباليا وفلسطين، صوت الحرية المجلجل، المدوي في أسماع الدنيا ألمًا ودمًا ووجعًا.
#أنس_المؤنس_المحبوب…
مضى حبيب الملايين أنس الشريف، وهو حسن الذكر، طيب السمعة، تشيّعه الدموع من كل أنحاء العالم العربي، الذي كان صوته مؤنسًا لهم، ويشعرون بحزن عميق وأسى مطبق طويل عريض حين يغيب للحظة عن الشاشة الصغيرة.
يرحل أنس، ومئات الزملاء داخل غـ ز ة وخارجها يبكونه بحرقة، وينعونه بغصة لا تزول، فقد كان الصاحب الصادق في صحبته، كأن القائل عناه بقوله:
إِنَّ أَخاكَ الحَقَّ مَن يَسعى مَعَك
وَمَن يَضُرُّ نَفسَهُ لِيَنفَعَك
وَمَن إِذا ريْبُ الزَمانِ صَدَّعَك
شَتَّتَ فيكَ شَملَهُ لِيَجمَعَك
#وصية_مودع…
رحل أنس الشريف، وقد ترك لنا كلماته الأخيرة تنبض وداعًا ووصية.
في سطورها كان يودّع أهله واحدًا واحدًا، كما لو كان يضمّهم بين حروفه.
ألقى على فلس.. طين سلامه الأخير، ثم التفت بقلبه إلى قُرّة عينه شام، الطفلة التي كان يحلم أن يراها تكبر، وإلى ابنه صلاح الذي تمنّى أن يكون له عونًا وسندًا في حمل الرسالة.
مدّ بصره إلى أمه الحبيبة، صاحبة الدعاء الذي كان درعه ونوره، ودعا الله أن يُربط على قلبها.
ثم وضع يده على قلب زوجته أم صلاح، شريكة العمر وصاحبة العهد، التي صبرت وثبتت رغم الفراق والحرب.
غادر أنس، لكن صوته سيبقى يهمس:
كونوا أوفياء للأرض، وللأمانة، ولأهلي الذين أحببتهم حتى آخر نبض.
تقبّله الله في الشهداء والصالحين.
#موقع_الجنوبية